الثلاثاء، 3 مايو 2016

ميول" جاك ميناس في أغنية شعبية نظيفة

ميول" جاك ميناس في أغنية شعبية نظيفة




كتب// جهاد أيوب

     نفذ منذ أيام المغني العالمي جاك ميناس أغنية لبنانية شعبية بعنوان " شو بدك بميولي " كلمات والحان د. ايلي م. بيطار، وقد احدث عنوان الاغنية جدلية فنية حادة بين بعض الفنانين والإعلاميين، ومنهم من رفض الفكرة وتحديدا العنوان، وأخر تقبلها لجديدها مضمونا ولحنا وجرأة.
"شو بدك بميولي" أغنية اعتمدت اللون اللبناني من خلال سكب موسيقي جاذب ينسجم مع طبيعة الكلام الشعبي المنمق والجميل، وقد تعمد الملحن ان يقدمها بكوبلي رشيق و لافت يشد المستمع، ويعيده إلى الغناء الجميل بعيدا عن ضجيج موسيقى اليوم، حاول الملحن ان يقدم جملة لحنية رشيقة ذات نغمة غنية تبقى في السمع وتردد عبر اللسان كأنها نفذت كي تبقى، والغاية أن لا يحدث انفصاما بين الجملة اللحنية وكلام الشعر كما يحدث في غناء هذه المرحلة حيث الكلام في واد وتركيبة ضجيج اللحن في وديان لا انسجام بينها وعلى المتلقي ان يصمد، ويرتكب اثم السمع إلى حين تصويرها مع مجموعة قردة تتعمد الرقص والنط والجنون يضاف إليها نساء عاريات..  وهات يا صراخ!
لا تعتمد الاغنية على فرض العضلات الموسيقية، ولا تتعمد استخدام العرب المزعجة في اداء المطرب، بل ركزت على ايصال اللحن الشعبي بهدوء، وان يتقن المطرب عربه ومفرداته لوضوح الصور الشعرية، وهذا ساعد في تقديم العمل على طبق شعبي غني وجاذب، ومن لا يحب هذه النوعية من فن الغناء لا يصاب بالانزعاج، وسيعيد الاستماع إليها دون تعمد بل بارادته، وذلك لفقداننا هذه النوعية من الغناء الشعبي القريب من الناس منذ سنوات خلت.
كما لا بد من الاشارة إلى أن عنوان الاغنية " شو بدك بميولي " سبق الاغنية لجرأته، وكأن الاعتراف بشيء اصبح جريمة، وتناول بعض الزملاء بالهجوم على الاغنية قبل ان تطرح بالاسواق العربية واللبنانية، وقبل الاستماع إليها فقط لمجرد الاسم متجاهلين أن لعبة الميديا مهمة في مثل هذه الظروف الصعبة اعلاميا وفنيا وتجارية، وهذا الجدال والنقد السلبي والايجابي خدم الاغنية، ولم يضرها .
على الصعيد الفني الاغنية تعيد المستمع إلى مرحلة السبعينيات من نجاحات الغناء اللبناني والعربي، وبشكل خاص إلى أجواء الملحن فيلمون وهبي وكيفية استطاعته مخاطبة الجميع دون تكلف